في كراسة رسم
كانت أختي
تودع بين بقايا الحطب .....
تدفعني نحو الموقد
رائحة شواء
نتدافع
كي نتقاسم خيط دخان يعرج
نتدافع
كي نتقاسم هذا الدفء الأخوي
نتعانق
إذ تغمرنا ألوان الخال
على كراسة رسم
تملؤنا حبا أبويا
***
في كراسة رسم
كان الخط الأول معوجا
وأنا أرسم رأس الجد ( عمامته )
كان الشعر فسائل
والنخلة وسط البيت
تمد جذور العائلة
تشرب نخب الأيام
وتحكي قسمات الأب الراحل منذ ثلاثين
وأنا
أسبح في عفوية ألوان
تنبض في ذاكرة الوقت
كانت تسهر
في دهليز البيت مباخر
من رائحة الجد
وفوانيس تحدق
في نافذة الليل
وأطياف من زمن الألوان الأولي
كان الجد يخضخضني
فوق سرير الأيام البكر
ويحملني فوق ذراعيه
ويحنو
وأنا
أغمر روحي في عبق الجد / عباءته
وأنا
أتحسس أعصاب النخل السامق
تغمرني
دفقات من نهر النشوة
في حضن الأجران
وتسحبني سعفات
للأفق النوراني
تدفعني للموج
مياه النزوة